عن الشيخ عبدالعزيز التويجري
لقد كان معالي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالمحسن التويجري رحمه الله نموذجًا حيًّا لعبقريّ أَنْتَجْتُه الصحراءُ العربيةُ التي أنتجت في التاريخ نماذجَ من الكِرام والأدباء والشعراء والمثقفين لم تتكرر بعدُ؛ فهو من المتخرجين في مدرسة الحياة والتجارب والأيام التي تُعَلِّم الذكيَّ المنتبهَ والعبقريَّ الواعيَ مالا تُعَلِّمه المدارس والجامعات ذات العدد الهائل من الأساتذة والمباني الشامخة!
عُرِفَ معالي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالمحسن التويجري رحمه الله بأنه جُبِلَ على الإتقان والبراعة في كل عمل مَسَّه؛ من هنا ركنَ إليهِ ملوك المملكة بدءًا من الملك المؤسس، إلى خمسة ملوك من أولاده، فولّوه جلائلَ المناصب التي شغلها عن جدارة وأهليّة لا يُتَصَوَّر فوقهما، ومن هنا أُعجب به المثقفين وزملاء العمل، ومن هنا حَزِنَتْ عليه المملكة شعبًا وحكومةً حزنًا قلما تحزنه أو حَزِنَتْه، ومن هنا أجمعت الألسنة على الثناء عليه وحسن ذكره بعد موتهِ؛ ولذا ظلَّ حيًّا بعد موتهِ.
عُرِف الشيخ رحمه الله عِندَ القريب والغريب بحُسن المقابلة، وجمال الإنصات، وتقدير رأي الآخرين، وطرح رأيه بتواضعِ الرجل الواثق من نفسهِ، المُقَدِّر لما يأتي من الآخرين من أفكار وآراء، كانَ مَثَلًا في التقاليد التي تربَّى عليها، ودَرَجَ في رياضِها، ورضعَ لبانها إيمانًا بها، كانت نظرته للأمور حضارية متقدمة يحيطها التسامح والإيمان بعزة الإنسان وإكرام الله – سبحانه وتعالى – لهذا الإنسان؛ فكان يُعطي مَن أمامه حقه من الاحترام، وتوجيه من يحدُّهُ ظرفه أو فطرته فيردُّهُ إليه ردا جميلا، يتجلَّى ذلك في نفعهُ لعائلته وطريقته في إدارة شؤون المسؤوليات التي أُنيطت به والتي تتفاوت الفئات التي كانت تمر به وتحتاج إلى عنايته ورعايته وأخذه الأمور بالأناة والصبر ونظرته البعيدة للأمور التي قد لا يراعيها إلا القليلون، كما كان -رحمه الله- عقلٌ لا تحدّهُ المسافات، وفَيضٌ من المعرفة المتدفقة المتجددة العابرة للزمان والمكان؛ تتجلّى في مؤلفاته التي تفاجئ القُرَّاء بجودة أسلوبها، وإحكام بنائها، وغنائها بالثَراء الموضوعي! ويكاد يُجمِعُ كلُّ مَن عرفهُ وعاصَرهُ وعمل معه وجالَسهُ أنه كان شخصية لافتة بسعة أُفقه الثقافي، وقدرته على التفاعل مع مختلف الثقافات، وحُسن شفاعته لمن يستشفعُ به ولا يكاد يردُّ أحدًا ما أمكنهُ ذلك.
كان للشيخ رحمه الله باعٌ طويلٌ في فعل الخيرات، ودعوة الناس إليه؛ فكان لا يُساهم فقط في بناء المساجد وإنجاز المشاريع الخيرية فحسب! وإنما كان دائم المتابعة لأحوال الفقراء والمساكين وذوي الحاجة من اليتامى والأرامل، كان ينفق عليهم مما عنده ويدعو الآخرين لمدّ أيدي العون والمواساة لهم ، وإلى جانب ذلك أنشأ بجامعة (لندن) قاعة باسم: قاعة الشيخ عبد العزيز التويجري، بمركز الأبحاث والكبد ، كما ساهم في إنشاء كرسي زمالة باسمه في جامعة (هارفارد) بأمريكا ، وهو يُعْنَى بتوفير منح دراسية للطلاب المتفوقين ، ولاسيّما لطلاب العالمين العربي والإسلاميّ ، وهنا تتجلَّى أيضًا رؤية الشيخ الخيرية، وسعيه نحو المشروعات التنموية المستدامة، وليست الرعوية فحسب.
تعتزُّ مؤسسة عبدالعزيز بن عبدالمحسن التويجري الأهلية بمُضيّها على نهجِ الشيخ المُحسن عبدالعزيز بن عبدالمحسن التويجري رحمه الله؛ تَفْعَلُ الخيرَ، وتدلُّ عليه، وتدعو إلى سبيلِهِ شركاءَ الإحسان، للتعاون على البرِّ والتقوى خدمةً للمجتمع وتمكينًا له، واستشعارًا لروح وصية الشيخ رحمه الله، فقد وضعت في عَين تركيزها قرابته وأهله حيث سيكونون أهم مستفيد من خدمات مؤسسة عبدالعزيز التويجري الأهلية، والتي انطلقت بفضل الله وتيسيره لتلبية الحاجات وفق نموذج محوكم رشيق يضمن الجودة واستدامة العطاء.