كلمة رئيس مجلس الأمناء

معالي الشيخ عبدالمحسن بن عبدالعزيز التويجري حفظه الله

الحمد لله الذي وفَّقَ وهدى ويسَّر، والصلاة على رسول الله، وبعد:

لقد جاء الوقف سنةً خيرية امتاز بها المجتمع المسلم عن غيرهِ، وهو أحد المعاني التي توضح المدى الذي وصل إليه المسلمون في تحقيق ‏الأمن ‏الاجتماعي التكافلي؛ حيث أسهم مع غيره من التشريعات الإسلامية في إرساء أمنهم الثقافي والروحي والأخلاقي، ويمثل الوقف معلمًا بارزًا في حضارتنا ‏الإسلامية، ومفخرة من مفاخر هذه الأمة، أسهم بدور كبير في التنمية الاقتصادية والاجتماعية ‏للمجتمعات ‏الإسلامية، وفتح المجال لتطبيق قيمة التكافل بين المسلمين واقعًا عمليًا، فتسابقوا في بذل المعروف وفعل الخيرات ‏على ما ‏كان بهم من فاقة وحاجة حتى لا تكاد تخلو بلدة من بلدان المسلمين من أوقاف متنوعة غطت معظم ‏مناحي الحياة واحتياجات المجتمع، ‏مستشعرين قوله تعالى في وصف الأنصار رضي الله عنهم: (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى ‏أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ ‏هُمُ الْمُفْلِحُونَ)، وقول رسولنا الكريم ‏صلى الله عليه وسلم (إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ).

لقد كان السيد الوالد الشيخ عبدالعزيز بن عبدالمحسن التويجري -رحمه الله ورضي عنه- أحد سادة العطاء وسَدَنته إبان حياته، ولأنه رجلٌ ينظر إلى المستقبل دائمًا ويستشرفه، فقد كان الوقف أحد القضايا التي أخذت حيزًا من تفكيره واهتمامه منذ عام 1416هـ، ونعملُ منذ وفاته -رحمه الله- على هذا الوقف بما يضمن كفاءته واستدامته وتحقيق غِبطتهِ رحمه الله، فنسأل الله أن يجزيه خير الجزاء، وأن يجعلنا خير خلف لخير سلف.

جاء قرار تأسيس مؤسسة عبدالعزيز التويجري الأهلية؛ لتقديم عمل محوكم مُيسَّر يُلبي تطلعات الوقف تجاه المصارف المحددة، ولضمان استدامته؛ من خلال منظومة مؤسسية متكاملة، وهو ما نرجو أن يُسهم في تعظيم النفع والأثر والأجر.

ختامًا، أشكر المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحيّ مُمثلًا في رئيسه، وكل مَن أعان على هذا العمل الخيّر المبارك، كما أرجو الله أن نحقق من خلال هذه المؤسسة ما نرجوه للمستفيدين من المؤسسة وخدماتها، وأن نكون نموذج يُحتذى في العطاء الأُسري والمجتمعي، والحمد لله رب العالمين.

Scroll to Top